صبر الأمم في الأزمات والحروب: دروس من التاريخ
الأمم العظيمة لا تعرف في ساعات الرخاء، بل تقاس في لحظات المحنة والامتحان، حين يكون الصبر هو السلاحالوحيد ، وحين يكون الأمل في الغد أثمن من قوت اليوم. التاريخ يخبرنا أن الشعوب التي صبرت على الجوع والقهر والدمار، هي ذاتها التي صنعت النهضة بعد حين، وكتبت بعرقها ودمائها سطور العزة من جديد. ...
المزاج العام بين أنياب التكنولوجيا
لم يعد "المزاج العام" الذى طالما تحدث عنه الفلاسفة والمفكرون مرتبطًا بالشارع أو المقهى أو الصحيفة، بل أصبح اليوم فى قبضة منصات رقمية، تُدار من غرف مظلمة فى وادى السيليكون أو من مكاتب حكومية تبحث عن السيطرة على العقول. نحن أمام معركة صامتة، حيث يتحوّل المزاج العام...
الدفاعات الخوارزمية والدفاعات الجوية
لم تعد الحروب كما عرفناها في كتب التاريخ، ولا كما صورها الإعلام العقود طويلة . لم تعد الطائرة تقصف فيعود الرد بصاروخ، ولا صار الدفاع الجوى كافياً ليحسم المعركة المشهد تغير . نحن أمام انتقال نوعي من معارك الحديد والبارود إلى معارك الصمت الرقمي، حيث الكلمة العليا ليست للصاروخ ولا...
لم يعد الشارع هو الميدان الذي نعرفه، ولا الساحة التي تلتقى فيها الهتافات واللافتات بل صار له وجه آخر أكثر خطورة شارع افتراضي، يصنع ويدار عبر شاشات مضيئة وأصابع تتلاعب بالأكواد والخوارزميات السؤال الذي يفرض نفسه اليوم من يحرك هذا الشارع الجديد ومن يحدد اتجاهاته وصحبه وسكونه؟ ...
"حرب الروايات" على الجبهة المصرية
في واحدة من أغرب لحظات التاريخ السياسي المعاصر. جلس بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، مع مجموعة من أبرز المؤثرين الأمريكيين لم يكن اللقاء في الكنيست ولا في البيت الأبيض، بل في صالة تبدو أقرب إلى قاعة محاضرات شبابية، حيث ا شبابية، حيث العيون كلها مشدودة نحو شاشات الهواتف لا إلى...
القادة ليسوا مجرد وجوه تظهر على شاشات التلفاز أو أسماء محفورة في دفاتر الدولة، بل هم البوصلة التي تحدد اتجاه الشعوب، إما صوب الشمس أو نحو الظلام. في لحظة واحدة، قد يتخذ قائد قرارا يهز موازين القوي، ويعيد رسم الخرائط، ويغير مصائر ملايين البشر. التاريخ ليس سوى دفتر ممتلئ بتوقيعات هؤلاء...
الوطن ليس مجرد حدود على الخريطة ولا قطعة أرض مرسومة باللون الأخضر أو الأصفر في كتب الجغرافيا، بل هو الحاضن الأول والأخير للإنسان، هو الكيان الذي يمنحنا الهوية والمعني، ويصوغ ملا محنا وذاكرتنا . لذلك فإن الاعتصام بحبل الوطن ليس خيارا ، وإنما هو فريضة لازمة، تماما كما يعتصم المرء بحبل...
حين نقرأ التاريخ ونستعرض مسارات الأمم، ندرك أن كل شعب تمنح له بين الحين والآخر فرصة ذهبية. لا تتكرر كثيرا ، قد تغير مساره وتصوغ مستقبله. في حالتنا نحن كانت هذه الفرصة متمثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، الرجل الذي ظهر في لحظة فارقة من عمر الوطن، ليحمل على كتفيه عبء الدولة...
يد الله معنا .. كل ما يدور حولنا يؤكد أننا فى معية الله حقا وصدقا، ساتر لنا، جابر لخاطرنا، منقذنا من كل فخاخ الأفاعي، حفظ الله رئيسنا وأدامه لنا حافظا للعهد والوعد، لم يعرف التاريخ الحديث زعيمًا واجه من التحديات والتعقيدات المتزامنة مثلما يواجه الرئيس عبدالفتاح السيسى تحديات داخلية...
لا تبتزونا.. نحن ساميّون أيضاً
منذ أن نجحت إسرائيل فى تحويل كلمة «السامية» إلى عصا غليظة تشهرها فى وجه كل ناقد، ونحن نرى العالم يرتجف أمام هذا الاتهام الجاهز: معادٍ للسامية! وكأن السامية إرث حصرى لليهود وحدهم، وكأن العرب الذين يمتد نسبهم ولغتهم وتاريخهم إلى عمق الحضارات القديمة لا علاقة لهم بالجذور السامية....
حين تُسرق لوحة «زهرة الخشخاش» من متحف محمود خليل عام 2010، ويُسرق بعدها بسنوات سوار أثرى من قلب المتحف المصرى بالتحرير، فالقضية لا يمكن اختزالها فى مجرد اختراق أمنى أو ثغرة فى الحراسة. ما يحدث أعمق بكثير؛ إنه مرآة لخللٍ مجتمعى فى فهم قيمة الآثار، وفى إدراك أن تلك القطع...
السيادة ليست كلمة تقال في خطابات المناسبات، ولا لافتة ترفع في ساحات المزايدة السياسية، وإنما هي ممارسة حقيقية، جوهرها الاستقلال في القرار، والقدرة على قول لا وقتما يحاول الآخرون فرض نعم.. السيادة يا سادة أن تمتلك الدولة إرادتها الحرة، وأن تحدد بنفسها أولوياتها وخياراتها دون أن تملى...
«الإسلام الصهيونى» منذ نشأته، اعتمد تيار ما سُمّى بـ «الإسلام السياسي» على دغدغة مشاعر البسطاء عبر خطاب دينى مشحون بالعاطفة، يتاجر بالقضية الفلسطينية ويشحن ضد «الغرب الصليبي» و»إسرائيل اليهودية» كى يثبت لنفسه شرعية مفتعلة. كان...
«حروب» بناءً على رغبة الجماهير
الحرب ليست قرارًا عاطفيًا يُتخذ فى لحظة انفعال، ولا هى هتاف فى شارع أو تغريدة على منصات التواصل الاجتماعي. الحرب قرار مصيري، يتجاوز أصوات الجماهير وصيحات السوشيال ميديا، ليغوص فى أعماق الحسابات السياسية والعسكرية والاقتصادية. إنها لحظة فاصلة يترتب عليها مصائر الأوطان وأرواح الملايين،...
تلك البلاد التي لم تكتف بأن تهدينا تراثا من الفن والجمال والموسيقى والشواطئ، بل قدمت للعالم موقفا أخلاقيا ناصعًا في زمن عز فيه الموقف الشريف. إسبانيا اليوم لم تعد مجرد دولة أوروبية تطل على المتوسط، بل أصبحت ضميرًا حيا يصرخ في وجه الظلم، ويقف بجوار المظلوم حينما يتخاذل الكثيرون. ...
الأمم لا تقاس في ساعات الرخاء ولا تمتحن في أيام الوفرة، وإنما تعرف حقيقتها وتختبر معادنها حين تضرب العواصف، وحين تتكالب الأزمات، وحين يخيل للجميع أن النهاية باتت قريبة. هناك، في قلب المحنة تصنع القوة وتكتب السير، وتحدد مصائر الشعوب التاريخ لا يجامل ولا يعطى شهادات بالمجان، لكنه يضع الأمم في...